الجذور الليفية
تتميز الجذور الليفية بكونها مغايرة للجذور الرئيسية؛ فهي تنبع على شكل شعيرات دقيقة متفرعة من الساق. هذا النوع من الجذور شائع في النباتات ذات الفلقة الواحدة والسراخس، وتشكل شبكة تشبه السجادة تحت الأرض عند بلوغ النبات النضوج.
تبدأ الأشجار حياتها بجذور رئيسية تتحول بعد سنة إلى عدة أعوام إلى نظام جذري ليفي يتسع أفقيا بشكل كبير، حيث تظهر جذور سطحية بينما تقل الجذور العميقة. بعض النباتات مثل نخيل جوز الهند، الأعشاب، البصل، الأرز، والقمح، تمتلك جذورا ليفية تنمو قريبة من سطح الأرض. النباتات ذات الأوراق المتوزعة العروق تحتوي أيضاً على جذور ليفية، التي تعزز تماسك النبات في التربة وتزيد من قدرته على مقاومة الرياح الشديدة.
الجذور هي عناصر أساسية في بنية النباتات وتؤدي دورًا حيويًا في دعمها واستمرارها. تعمل كعامود فقري يثبت النبات في الأرض، مما يمنحه الاستقرار والقدرة على الوقوف منتصبًا. من خلال الجذور، تتمكن النباتات من امتصاص الماء والعناصر الغذائية الضرورية من التربة، حيث تقوم بنقلها لأجزاء النبات الأخرى لتساهم في نموه وتطوره. أيضًا، تعمل الجذور كمخازن للغذاء يتم استخدامه في أوقات الحاجة. وبالإضافة إلى ذلك، تعد جذور بعض النباتات مصدرًا للغذاء للإنسان، كما في حالات الجزر، واللفت، والفجل، والبنجر، حيث يتم استهلاكها بشكل مباشر.
وظائف الجذور الهامة
تلعب الجذور دورًا حيويًا في الإبقاء على النباتات ثابتة ضمن التربة، كما تعمل على سحب المياه والمواد الغذائية منها ونقلها إلى كافة أنحاء النبات. في بعض الأنواع، تتحور الجذور لتصبح مستودعات للغذاء، مما يساهم في دعم النبات خلال فترات نقص المغذيات.
الجذر الرئيسي هو الجذر الأول الذي ينمو من البذرة عند بداية نمو النبات، وعلى الرغم من أنه قد يكون قصير العمر في العديد من الأنواع، إلا أنه يمهد الطريق للجذور الثانوية التي تتولى بعد ذلك الوظائف الأساسية لنظام الجذور.
أما الجذور الثانوية فهي تتطور من فروع الجذر الرئيسي وتصبح بمرور الوقت الجذور الدائمة للنبات، خاصة في النباتات ذات الفلقة الواحدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الجذور العرضية التي تنشأ من أجزاء غير اعتيادية مثل الأبصال والكورمات والريزومات والدرنات، وكذلك من السيقان الهوائية أو الجارية. هذه الجذور تسهم أيضًا في استقرار النبات وامتصاص المغذيات حسب موقعها ونوع النبات.
تلعب الشعيرات الجذرية دورًا حيويًا في النظام الجذري للنبات، حيث تنمو هذه الألياف الدقيقة في التربة ممتدة بين حبيباتها. تقوم بتوسيع الجدار الخارجي للخلايا لتشكيل تراكيب أسطوانية تمتص الماء والمغذيات من التربة وتنقلها إلى النبات. تبدأ العملية بنقل المواد الممتصة إلى الجذور الثانوية، ثم إلى الجذر الرئيسي وصولاً للساق وأخيرًا الأوراق.
من الضروري الانتباه بعناية لهذه الشعيرات الدقيقة خاصة أثناء نقل النباتات والأشجار، فتجاهلها قد يؤدي إلى ذبولها. استعدادًا لعملية النقل، ينصح بتقليم الجذور قبل النقل بحوالي 6 إلى 8 أسابيع لتقليل حجم الجذور حول قاعدة الساق ولتقليل الفقد الكبير خلال نقلها.
أنواع الجذور
تكون الجذور الوتدية الجزء الأساسي للنبات حيث تخترق التربة إلى أعماق كبيرة مشكلة تفرعات عديدة وتتحول في بعض الأحيان إلى جذور عصارية. تُعد أشجار الموالح والبلوط، إضافة إلى بعض النباتات العشبية المعمرة، من النباتات التي تمتلك هذا النوع من الجذور.
أما الجذور الليفية، فهي تنمو بدون جذر أساسي وتظهر في شكل شعيرات رفيعة تنبع مباشرة من أسفل الساق، وتتميز بأنها تظل قريبة من سطح الأرض. النباتات الحشائشية والعديد من النباتات الحولية تعتمد على هذا النوع من الجذور.
في حين تشكّل الجذور اللحمية أو العصيرية مستودعات تخزين النبات حيث تحتفظ بالمغذيات الزائدة. البنجر والبطاطا مثالان بارزان على نباتات تمتلك هذا النوع من الجذور، حيث تكون متورمة وغنية بالمواد الغذائية.
تتميز الجذور الهوائية بأنها تظهر فوق سطح الأرض على السيقان، سواء في النباتات التي تعيش على اليابسة أو في المياه. هذه الجذور لا تعمل فقط على تثبيت النبات في الأرض، بل تأدى وظائف حيوية أخرى مثل مساعدة بعض النباتات على الالتفاف والتعلق بما حولها لتتسلق، كذلك تقوم بامتصاص الماء مباشرة من الهواء المحيط في نباتات مثل الأوركيد، بالإضافة إلى تخزين الماء في التركيبات العصيرية وشبه العصيرية لهذه الجذور.
فيما يتعلق بالنباتات المتسلقة، فهي تعتمد في نموها على التمسك والارتفاع على الدعائم المختلفة بدلاً من النمو الرأسي المستقل لأن سيقانها لا تمتلك الصلابة اللازمة لذلك.
أما الجذور البروزية، فهي تظهر عندما تُغمر الأرض بالمياه، مما يحد من وصول الأوكسجين عبر مسام التربة. تنمو هذه الجذور على شكل بروز يشبه السيقان من أجل اختراق طبقة المياه فوق الأرض والسماح للنبات بالحصول على الأوكسجين اللازم لبقائه. أشجار السرو هي مثال على الأنواع التي تطور هذا النوع من الجذور.
