تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد وهل يُشفى مريض ارتفاع إنزيمات الكبد؟

تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد

أود أن أشارككم تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد، وهي تجربة كانت بمثابة جرس إنذار لي للانتباه أكثر إلى صحتي وأسلوب حياتي. بدأت القصة عندما شعرت بتعب عام وإرهاق لا يفارقني، مما دفعني لزيارة الطبيب وإجراء بعض الفحوصات الطبية. كانت النتائج صادمة بالنسبة لي حيث أظهرت الفحوصات ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات إنزيمات الكبد.

أوضح لي الطبيب أن ارتفاع إنزيمات الكبد يمكن أن يكون مؤشراً على وجود التهاب أو تلف في خلايا الكبد، وأن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة، بما في ذلك الإفراط في تناول الكحول، الإصابة بالفيروسات الكبدية مثل فيروس الكبد الوبائي ب وج، الاستخدام المفرط لبعض الأدوية والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى السمنة والإصابة بمرض السكري والتي تعد من العوامل المساهمة في تطور حالة تسمى بالكبد الدهني.

لقد كانت هذه المعلومات بمثابة صدمة لي، ولكن في الوقت نفسه، كانت دافعاً لي لتغيير نمط حياتي بشكل جذري. بدأت بتعديل نظامي الغذائي بمساعدة أخصائي تغذية، حيث قللت من تناول الدهون المشبعة وزدت من تناول الخضروات والفواكه والألياف. كما قللت من استهلاك الكحول بشكل كبير وبدأت بممارسة الرياضة بانتظام.

بعد فترة من الالتزام بالنظام الغذائي الصحي ونمط الحياة النشط، بدأت أشعر بتحسن ملحوظ في مستويات الطاقة لدي، وعند إجراء الفحوصات مرة أخرى، لاحظت انخفاضاً في مستويات إنزيمات الكبد، مما كان بمثابة تأكيد على أهمية التغييرات التي قمت بها.

أسباب ارتفاع انزيمات الكبد

يمكن أن يؤدي وجود مستويات مرتفعة من إنزيمات الكبد إلى الإشارة إلى وجود مشكلات صحية متعددة. عند ملاحظة هذه الزيادة، يحرص الأطباء على تقييم الدواء الذي يستخدمه الشخص وأعراضه المرضية، وقد يطلبون إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب الدقيق.

من الأسباب الرئيسية لزيادة إنزيمات الكبد:

– استخدام الأدوية المسكنة التي لا تتطلب وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين.
– بعض الأدوية الموصوفة، كالتي تستخدم لخفض مستويات الكوليسترول في الدم.
– استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
– مشكلات في القلب.
– التهاب الكبد الفيروسي من نوع A، B، أو C.
– مرض الكبد الدهني غير الناتج عن الكحول.
– زيادة الوزن بشكل مفرط.

أما الأسباب الأخرى التي قد تسهم في هذه الزيادة تشمل:

– الإفراط في شرب الكحول مما يؤدي إلى تلف الكبد.
– ضرر بالكبد بسبب الأمراض الذاتية.
– تلف في الأمعاء بسبب الحساسية للغلوتين.
– الإصابة بعدوى فيروسية مثل فيروس إيبشتاين-بار أو الفيروس المضخم للخلايا.
– تراكم الحديد في الجسم بشكل مفرط.
– وجود أورام أو سرطانات في الكبد.
– التهاب العضلات والذي يؤدي إلى ضعفها.
– التهابات شديدة أو عدوى.
– مشكلات في وظائف الغدة الدرقية.
– تضرر الكبد بسبب الأدوية أو السموم.
– تراكم النحاس في الجسم بكميات كبيرة.

في حالات نادرة، قد يتسبب الحمل أيضًا في مشاكل بالكبد تؤدي إلى ارتفاع إنزيماته.

أعراض ارتفاع إنزيمات الكبد

يلاحظ عدد من الناس ارتفاعا في مستويات إنزيمات الكبد دون الشعور بأي مشاكل صحية واضحة، خصوصاً عندما يكون الارتفاع خفيفاً. دراسة نُشرت في عام 2017 بمجلة “Journal of Clinical and Translational Hepatology” أظهرت أن ما بين 1 إلى 9 بالمئة من مجموعة دراسية لم تظهر عليها علامات مرض الكبد كان لديها مستويات مرتفعة من إنزيمات الكبد في تحليلات الدم.

ولكن، يُعتبر ارتفاع إنزيمات الكبد أحياناً مؤشراً على مشكلات صحية قد تؤدي إلى ظهور أعراض وعلامات متعددة بما في ذلك التعب، حكة الجلد، اصفرار الجلد المعروف باليرقان، آلام البطن أو انتفاخها، تورم الساقين أو الكاحلين، الغثيان أو التقيؤ، والنزيف الحاد بسبب مشكلات في تخثر الدم.

أضرار ارتفاع إنزيمات الكبد

عندما تزداد مستويات إنزيمات الكبد في الدم، فهذا قد يدل على وجود خلل في وظائف الكبد. يجب الانتباه إلى أن المشكلة الأساسية ليست في الزيادة نفسها، بل في الأسباب الكامنة خلف هذه الزيادة التي تؤثر سلبًا في صحة الكبد وتسبب ارتفاع مستوى الإنزيمات. من بين الأسباب التي قد تؤدي لارتفاع إنزيمات الكبد نجد:

1. مرض الكبد الدهني، حيث يحدث تراكم للدهون داخل خلايا الكبد. يمكن أن ينتج هذا المرض عن الإفراط في تناول الكحول، مما يتسبب في تحويل كميات كبيرة من الكحول إلى مواد يجب التخلص منها، مؤديًا إلى إنتاج مواد ضارة قد تسبب التهاب الكبد وتضر بخلاياه.

2. المتلازمة الأيضية، وهي عبارة عن عدة اضطرابات صحية تظهر معًا، تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة الدهون حول الخصر، وارتفاع نسبة الكولسترول أو الدهون الثلاثية. هذه المتلازمة ترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.

3. التهاب الكبد، وغالبا ما يكون بسبب عدوى فيروسية أو نتيجة الإسراف في شرب الكحول.

4. تشمع الكبد، وهو مرحلة متقدمة من تلف الكبد حيث تتحول الأنسجة الطرية السليمة إلى نسيج متندب صلب. مع تقدم الحالة، يفقد الكبد قدرته على العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى فشل كبدي إذا لم يتم السيطرة على هذه الحالة.

من المهم العمل على تحديد وعلاج الأسباب الرئيسية لارتفاع إنزيمات الكبد لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة.

علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

لعلاج ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، من الضروري معرفة ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة. بين الأسباب الشائعة لزيادة إنزيمات الكبد نجد بعض الحالات كالآتي:

1. مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول والمتلازمة الأيضية: يشمل العلاج هنا العمل على تحسين نوعية الأكل، السيطرة على مستويات الكوليسترول، الابتعاد عن الكحوليات، وفقدان الوزن الزائد.
2. التهاب الكبد: يختلف العلاج باختلاف إذا ما كان الالتهاب حادًا أو مزمنًا. في الحالات الحادة، الراحة وتناول كميات وفيرة من السوائل مع تجنب الكحول قد يكون كافيًا، بينما في الحالات المزمنة قد يحتاج الأمر إلى أدوية مضادة للفيروسات.
3. تعاطي الكحول والمواد المحظورة: يجب هنا التوقف نهائيًا عن تناول هذه المواد واستشارة الطبيب للحصول على المساعدة اللازمة سواء كانت أدوية، علاجات سلوكية، أو الانضمام إلى مجموعات دعم.
4. تشمع الكبد: حالة تدل على تلف الكبد الدائم ويعتمد العلاج على مواجهة الأسباب المؤدي لهذا التلف مثل مرض الكبد الدهني والتهاب الكبد وغيرهما. ينصح المصابون بهذه الحالة باتباع نظام غذائي مناسب، إنقاص الوزن الزائد، والابتعاد تمامًا عن تناول الكحوليات.

يلعب فحص الكبد والتدخل العلاجي المبكر دورًا هامًا في الحيلولة دون تفاقم مشاكل الكبد ومنع التطور إلى حالات أشد خطورة مثل تشمع الكبد.

هل يُشفى مريض ارتفاع إنزيمات الكبد؟

من الممكن تحقيق الشفاء من زيادة مستويات إنزيمات الكبد. يختبر نحو ثلث الأشخاص الذين لديهم إنزيمات كبد مرتفعة انخفاضًا في هذه المستويات إلى الحد الطبيعي خلال فترة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع دون الحاجة إلى علاج خاص.

في الحالات التي لا يحدث فيها انخفاض طبيعي لإنزيمات الكبد، يقوم الطبيب بطلب فحوصات إضافية لتحديد الأسباب وراء ذلك. إذ يعتمد الشفاء بشكل كبير على العامل المسبب للارتفاع. على سبيل المثال، قد يكون الارتفاع نتيجة لبعض الأدوية التي يتم تناولها، وفي هذه الحالة، قد يؤدي التوقف عن استخدام الدواء بناءً على توجيهات الطبيب إلى عودة الإنزيمات إلى مستوياتها الطبيعية.

إذا كان السبب هو الكحول، وما زال الكبد بحال جيدة، فإن التوقف عن تناول الكحول يمكن أن يساهم في عودة إنزيمات الكبد إلى الوضع الطبيعي. كما توجد أمراض معينة تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد، بعضها قابل للعلاج بسهولة مثل التهاب الكبد الوبائي أ.

للأسف، توجد أمراض مزمنة تتطلب خطط علاج طويلة الأمد. في هذه الحالات، يكون التركيز الأساسي على إدارة المرض ومنع إنزيمات الكبد من الاستمرار في الارتفاع.

ما هي طرق علاج ارتفاع إنزيمات الكبد في المنزل؟

للمساعدة في خفض إنزيمات الكبد المرتفعة بسبب تراكم الدهون، يمكنك اتباع عدة خطوات بسيطة دون الحاجة إلى اللجوء إلى علاجات خارج المنزل:

زد من نشاطك البدني؛ فالتمارين الرياضية تعين على تقليل الدهون الزائدة.

حافظ على نظام غذائي متوازن، يشمل تناول الوجبات في أوقات محددة. حاول أن تشمل في غذائك خمسة أجزاء من الخضار والفواكه كل يوم، استخدم الحبوب الكاملة في تحضير الخبز والمعكرونة وابتعد عن المنتجات المصنوعة من الدقيق الأبيض كلما أمكن ذلك.

انتبه إلى كمية السعرات الحرارية التي تستهلكها وحاول أن تزيد من كمية السعرات الحرارية التي تحرقها مقارنة بتلك التي تتناولها.

قلل من تناول الكحول أو تجنبه تماماً.

بتطبيق هذه الإرشادات، يمكنك المساهمة في تحسين صحة كبدك وخفض مستويات الإنزيمات المرتفعة به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 تفسير الاحلام. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency