تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل
تجارب التلقيح الصناعي تمثل قصصًا ملهمة لأشخاص سعوا لتحقيق حلمهم في الإنجاب بطرق طبية حديثة. أحد الأمثلة البارزة هو تجربة سارة وأحمد، الزوجين اللذين واجها صعوبة في الحمل الطبيعي لمدة خمس سنوات. بعد استشارة أطباء متخصصين، قررا تجربة التلقيح الصناعي.
بدأت رحلتهما بمرحلة تحفيز المبيض باستخدام أدوية خاصة لتعزيز إنتاج البويضات، تلتها عملية سحب البويضات في بيئة معقمة. تم تخصيب البويضات بنجاح باستخدام الحيوانات المنوية لأحمد، وتمت متابعة نمو الأجنة في المختبر لمدة خمسة أيام. في النهاية، تم نقل جنينين إلى رحم سارة، وبعد فترة انتظار مليئة بالقلق والأمل، تأكد حملها من خلال فحص الدم.
تجربة أخرى هي تجربة ليلى وزوجها، اللذين قررا اللجوء إلى التلقيح الصناعي بعد اكتشاف مشاكل في الحيوانات المنوية. خضع الزوج لعلاج طبي لتحسين جودة الحيوانات المنوية، بينما تلقت ليلى علاجات هرمونية لتحفيز المبيض. بعد سحب البويضات وتخصيبها في المختبر، تم نقل جنين واحد إلى رحم ليلى. على الرغم من التحديات النفسية والجسدية التي واجهتها خلال هذه الفترة، إلا أن ليلى وزوجها شعرا بالسعادة الغامرة عندما تأكد حملها وولادة طفلهما بصحة جيدة.
من هم المرشحون لعملية التلقيح الصناعي؟
تُنصح بتقنية التلقيح الصناعي لمجموعة معينة من الحالات، منها الأزواج الذين لم يوفقوا في إنجاب الأطفال بعد محاولات استمرت لمدة عام. كذلك، يستفيد من هذه التقنية الرجال الذين يواجهون تحديات تتعلق بالخصوبة، مثل قِلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها، أو التعقيدات المتعلقة بالقذف. أيضاً، تعد هذه التقنية خياراً للنساء اللاتي لديهن مشاكل في الجهاز التناسلي مثل تشوهات عنق الرحم التي تعيق مرور الحيوانات المنوية نحو الرحم لتلقيح البويضة بصورة طبيعية.
ما هي طريقة التلقيح الصناعي المنزلي؟
قبل الإقدام على تلقيح صناعي في المنزل، من الضروري جداً الحصول على موافقة وإرشادات الطبيب. قد يكون من اللزوم ضمن هذه الإرشادات تقدير الحاجة إلى تعاطي عقاقير تعزز من فرص التبويض.
تسير عملية التلقيح الصناعي المنزلي وفق خطوات محددة ينبغي اتباعها بدقة لضمان النتائج المرجوة.
جمع الحيوانات المنوية من الرجل
يُستخلص السائل المنوي من الرجل عقب عملية القذف مباشرة، حيث يعتبر هذا السائل ضروريًا لإجراء التلقيح الصناعي المنزلي. من الهام جدًا تجنب استخدام الواقي الذكري أثناء جمع السائل المنوي، نظرًا لاحتوائه على مواد كيماوية قد تتداخل مع نوعية وكمية الحيوانات المنوية. بعد جمع السائل في كوب، يُسحب باستعمال حقنة لتجهيزه لعملية التلقيح.
كخطوة إضافية، يمكن مزج الحيوانات المنوية بمحلول ملحي خالٍ من المواد الحافظة، مما يعزز من كفاءة الحيوانات المنوية لاستخدامها في التلقيح.
تجهيز الحقنة
لإعداد حقنة تحتوي على الحيوانات المنوية لاستخدامها في عملية التلقيح الصناعي المنزلي، يجب العناية بإزالة الهواء المتواجد داخل الحقنة. ابدأ بالطرق بلطف على جانب الحقنة لتحرير أي فقاعات هواء قد تكون محتجزة. من المهم ضمان خلو الحقنة من فقاعات الهواء بتوجيهها بزاوية وتدويرها ببطء لتتيح رؤية الفقاعات وإخراجها. بعد ذلك، اضغط على المكبس برفق حتى يظهر بعض السائل عند طرف الحقنة، مما يساعد على التأكد من عدم وجود فقاعات متبقية.
الوضعية المثالية للحقن
لضمان نجاح عملية التلقيح المنزلي، من الضروري اختيار وضعية تساهم في تسهيل العملية وزيادة فرص النجاح. الوضعية التي ينصح بها تشمل رفع الوركين، الأمر الذي يساعد في توجيه الحيوانات المنوية نحو عنق الرحم مباشرة. هذه الوضعية لا تقتضي فقط الراحة ولكن أيضًا البقاء بلا حركة لمدة لا تقل عن نصف ساعة بعد الإجراء لضمان أعلى فعالية.
عند إجراء الحقن، يجب أن يتم بحرص شديد لضمان إيصال أكبر كمية ممكنة من الحيوانات المنوية إلى داخل عنق الرحم. يجب التأكد من أن الحقنة تفرغ محتواها بالكامل في المكان المطلوب لتحسين فرص الإخصاب.
إذا ما تبقى بعض من الحيوانات المنوية في الحقنة بعد الاستخدام الأول، يمكن إضافة قليل من الماء المالح الخالي من الإضافات والمواد الحافظة إلى الحقنة لاستخدامها في حقن الكمية المتبقية. هذا يحافظ على الحيوانات المنوية ويستغل الكمية المتاحة بأكملها.
ما بعد الحقن
بعد إتمام عملية الحقن خلال التلقيح الصناعي، من الضروري أن تُعامل الأدوات المستخدمة كمواد للاستعمال الواحد فقط، وينبغي التخلص منها فورًا. وفي حال الرغبة بتكرار التجربة، يتطلب الأمر توفير معدات جديدة لضمان السلامة والفعالية.
متى لا ينجح التلقيح الصناعي؟
تعدد عوامل فشل التلقيح الصناعي، ومن هذه العوامل:
التقدم في العمر عند النساء، حيث ترتفع فرص النجاح حتى سن الخامسة والثلاثين، وتتناقص تدريجيًا بعد ذلك، وخصوصًا بعد الأربعين عامًا.
جودة البويضات المنخفضة، إذ يُعد ضعفها أو سوء جودتها سبباً رئيسيًا لفشل التلقيح الصناعي وتكوين أجنة غير قابلة للحياة.
مشكلات في الحيوانات المنوية كضعفها أو قلة عددها أو حركتها، مما يؤثر سلبًا على عملية التلقيح.
توقيت التلقيح الذي يعد حاسمًا، إذ يجب أن يتزامن مع الإباضة بدقة؛ فتأخره عن الفترة بين 12 إلى 24 ساعة يمكن أن يؤدي إلى تدهور البويضة.
انعدام بطانة الرحم الملائمة التي تتطلبها البويضة المخصبة لتستقر وتنغمس، مما قد ينجم عنه فشل الحمل.
ضعف التبويض لدى النساء الذي يؤدي إلى تكوين بويضات ذات جودة منخفضة، وهو ما يقلل من فعالية التلقيح الصناعي.
النقص في هرمون البروجسترون، والذي له دور كبير في تعزيز فرص الحمل، فغيابه يسهم في فشل التلقيح.
نسبة التوائم في التلقيح الصناعي
في حالات التلقيح الاصطناعي، ترتفع فرصة الحمل بالتوائم مقارنةً بالحمل الطبيعي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل خمس نساء تحمل بتوائم عبر هذه الطريقة، بينما في الحمل الطبيعي تقل هذه الفرصة لتصل إلى واحدة من كل 80 امرأة.
يعزى هذا الاختلاف في النسب إلى طرق التلقيح الاصطناعي التي تتضمن إمكانية الحمل بتوائم متطابقة أو غير متطابقة. في حالة التوائم المتطابقة، تنقسم بويضة واحدة إلى جنينين متطابقين، أما التوائم غير المتطابقة فتنشأ من بويضتين مختلفتين يتم تخصيبهما.
في طرق التلقيح الصناعي، يتحكم الأطباء بعدد الأجنة التي تُنقل إلى رحم المرأة، مما يزيد فرص حدوث حمل بتوائم غير متطابقة. عادةً ما يُنصح بنقل اثنين من الأجنة للنساء دون سن الأربعين، بينما يُفضل نقل ثلاثة أجنة للنساء اللواتي تجاوزن هذا العمر لزيادة احتمال الحمل.
تُمثل هذه الأعداد جزءاً من إجراءات التلقيح الاصطناعي التي تهدف إلى تحسين فرص الإنجاب، مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات كل حالة بشكل خاص.