حركة الجنين في الشهر الثالث
في الأسابيع الأولى للحمل، تحديدًا بين الأسبوع السابع والثامن، يبدأ الجنين بأداء حركات لا إرادية. ثم يستمر تطور الجنين خلال الفترة ما بين الأسبوع التاسع والثاني عشر، الذي يمثل بداية الشهر الثالث من الحمل. خلال هذا الشهر، قد لا تلاحظ بعض الأمهات، وخاصة اللاتي يختبرن الحمل لأول مرة، هذه الحركات بوضوح.
عادة، تبدأ الأمهات بالشعور الأكثر وضوحا بحركات أطفالهن ما بين الأسبوع السادس عشر والرابع والعشرين. بينما يمكن أن تشعر الأمهات اللاتي مررن بتجربة الحمل مسبقًا بحركة الجنين مبكرًا، وغالبًا ما يكون ذلك في الأسبوع الثالث عشر.
كيف تشعر الحامل بحركة الجنين؟
عندما يسعى الجنين للراحة داخل الرحم، يمدّ يديه وقدميه أو يتقلب، مما يمكن الأم من الشعور بهذه الحركات. أحيانًا، تحس الأم بلكمات خفيفة تنجم عن التفافاته. كذلك، قد يتفاعل الجنين مع المزاج العام للأم أو يظهر الفواق، الذي يعتقد العلماء بأنه دليل على نمو رئتيه.
منذ العقود الأولى من القرن العشرين، أظهرت الأبحاث أن الجنين يمكن أن يتأثر بالأصوات القادمة من خارج الرحم، وهو ما يحثه أحيانًا على التحرك. إضافة إلى ذلك، قد يستجيب الجنين للأطعمة التي تتناولها الأم أو للطريقة التي تجلس أو تنام بها، فإذا شعر بعدم الارتياح، قد يتحرك كنوع من التنبيه لها لتغير وضعها.
مع تقدم الحمل وخاصة بعد الأسبوع الثاني والثلاثين، يصبح المكان في الرحم محدودًا، مما يقلل من شدة الحركات التي تشعر بها الأم. ومع ذلك، يمكنها أن تتعرف على أوقات نوم الجنين ويقظته بناءً على ملاحظتها لنمط حركته.
اطعمة تزيد حركة الجنين
في فترة الحمل، تؤثر بعض الأطعمة على نشاط الجنين بشكل ملحوظ، خاصة تلك التي تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستوى السكر بالدم. هناك نوعيات معينة من الغذاء التي قد تزيد من حركة الجنين داخل الرحم، ومنها:
1. الألبان بأنواعها ومشتقات الحليب.
2. الوجبات الخفيفة التي تحتوي على الملح.
3. زبدة الفول السوداني.
4. العصائر الطبيعية والمشروبات التي تقدم باردة.
5. الأطعمة التي تحتوي على توابل قوية.
6. الشوكولاتة.
7. المشروبات التي تحتوي على كافيين كالقهوة.
يُعتقد أن الجنين يصبح أكثر نشاطًا رداً على هذه الأنواع من الأطعمة نظراً لتغيرات في مستويات السكر بالدم. تصل هذه الأطعمة إلى الجنين عبر السائل الأمنيوسي، مما يؤثر على تفضيلاته الغذائية حتى قبل ولادته.
تطورات الجنين في الشهر الثالث من الحمل
خلال الشهر الثالث من الحمل، تحدث تطورات هامة في تكوين الجنين، حيث يشهد تحولات ملموسة في بنيته الجسدية. خلال هذه المرحلة، تبدأ عظام الجنين بالتحول من اللين إلى الصلابة، ما عدا العمود الفقري الذي يظل مرناً. كما يتشكل الجهاز الهضمي والعضلات بشكل واضح، ويحدث نمو في أصابع اليدين والقدمين.
في أول الشهر، يكون طول الجنين بين 21 إلى 40 ملليمتراً، ويكون متصل بالمشيمة عبر الحبل السري، وهي بدورها ترتبط بجدار الرحم لتوفير الغذاء والأكسجين.
ومع اقتراب نهاية الشهر الثالث، يزيد طول الجنين ليصل إلى ما بين 6 و7.5 سنتيمتر، وتزداد صلابة العظام ويتطور الجلد والأظافر. أيضاً تبدأ الكلى في إنتاج البول وتظهر الغدد العرقية، بينما تتشكل الأعضاء التناسلية الخارجية للجنين.