سبب بكاء الطفل المفاجئ وهو نائم
يمر الرضيع خلال الأشهر الأولى من حياته بمراحل تطور مهمة تؤدي غالباً إلى بكائه المتكرر، وهو أمر طبيعي ناتج عن تكيفه مع البيئة المحيطة به. قد يستمر البكاء من ساعة إلى أربع ساعات، وعادة ما يكون هذا البكاء هادئاً أو متقطعاً. خلال هذه الفترة، يجد الطفل صعوبات في التأقلم مع عوامل خارجية مختلفة مثل التغيرات الجوية التي قد تؤثر على شعوره بالراحة، إذ قد يتأثر بالحرارة الزائدة أو البرودة. كما أن الملابس التي قد تكون خشنة أو ثقيلة تسبب له الانزعاج نظراً لحساسية بشرته الشديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الطفل الرعاية المستمرة والحنان، مثل الحمل والعناق من قبل أفراد أسرته، فهو لا يفضل النوم بمفرده في هذه المرحلة. غالباً ما يحتاج الطفل إلى الرضاعة بشكل متكرر، ما يعود إلى صغر حجم معدته مما يتطلب التغذية المتكررة. من المهم أيضًا التأكد من نظافة الحفاض باستمرار لضمان راحته. قد يكون البكاء أحياناً مؤشراً لرغبته في الاهتمام الزائد أو حتى شعوره بالملل.
الأسباب المرضية لبكاء الرضع أثناء النوم
قد يستيقظ الرضيع فجأة من نومه باكيًا بسبب عدة مشكلات صحية، منها تراكم الغازات في بطنه التي قد تحدث نتيجة ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة، مما يسبب له الانزعاج والألم. أيضاً، يعاني بعض الرضع من المغص الذي يكون شائعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وقد يتطلب علاجه تناول أدوية مخصصة لذلك.
كما أن الإمساك يمكن أن يسبب البكاء المفاجئ، حيث يظهر على الرضيع توتر وضغط على منطقة البطن، واحمرار في الوجه. فضلاً عن التسنين الذي يشكل سببًا رئيسيًا آخر يؤدي إلى بكاء الرضع، إذ يصاحبه أعراض مثل التورم والاحمرار في اللثة والحمى.
نصائح إذا استيقظ طفلك ليلاً
عندما يستيقظ الطفل وسط الليل مبكياً وأنتِ متأكدة من أنه ليس بحاجة لتناول الطعام أو تغيير الحفاض، يمكنكِ اتباع بعض الإجراءات لتهدئته ومساعدته على العودة للنوم:
– تحققي من درجة حرارة غرفة الطفل؛ ينصح بأن تكون بين 20 و22 درجة مئوية لينعم الطفل بنوم مريح.
– تجنبي إلباس طفلك طبقات متعددة من الملابس الثقيلة. يكفي أن يكون بملابس خفيفة مثل قميص بأكمام طويلة وكيس نوم. إذا استيقظ الطفل باكياً، قومي بفحص ملابسه فقد تكون سبب ازعاجه.
– قد يجد الطفل صعوبة في الانتقال بين مراحل النوم أو في تهدئة نفسه إذا كان معتاداً على النوم بجانبك. في هذه الحالة، من المفيد أن تعطيه بعض الوقت ليحاول الاستقرار بمفرده قبل التدخل.
– إذا سمعتِ طفلك يتحرك أو يظهر علامات الاضطراب أثناء النوم، لا تستعجلي في التدخل. الأطفال غالبًا ما يعودون إلى النوم خلال دقائق إذا تُركوا يهدأون من تلقاء أنفسهم.
هذه الإجراءات قد تساعد في توفير بيئة نوم هادئة ومريحة لطفلك.
علاج بكاء الطفل قبل النوم
عندما يبكي الطفل، من الضروري أن تسعى الأم لاكتشاف الأسباب وراء ذلك لتتمكن من تقديم العون المناسب. هناك بعض الطرق التي يمكن اللجوء إليها:
– يمكن تهدئة الطفل بحمله بوضعية مستقيمة والطبطبة على ظهره برفق، خاصة إذا كان البكاء ناتجاً عن الغازات المتراكمة بعد الرضاعة، وذلك حتى يحصل التجشؤ.
– في حالات بكاء الطفل المرتبطة بآلام التسنين، يمكن استشارة الطبيب لاستخدام جل مسكن للثة أو دواء مسكن للألم على شكل شراب.
– يوصى بتغيير الحفاض للطفل بشكل دوري وفقاً للحاجة، واستعمال كريمات واقية لتجنب الإصابة بالتهابات جلدية ناجمة عن الحفاضات.
– استخدام حليب صناعي خاص قد يكون ضرورياً في حالات تعرض الطفل للارتجاع أو الانتفاخ أو الإمساك، بناءً على توصية الطبيب.
– من المهم اختيار ملابس مريحة للطفل، وتجنب الملابس الضيقة أو الخشنة التي قد تسبب الحساسية وتزيد من قلق الطفل، خاصة أثناء النوم.
نصائح لتقليل بكاء الطفل
لمساعدة الطفل الذي يستمر في البكاء قبل النوم، يمكن للوالدين اتباع مجموعة من الإرشادات الفعالة لتعزيز استقلالية نوم الطفل، بدءًا من عمر ستة أشهر:
1. عندما يبدأ الطفل في البكاء، يجب على الوالدين التهدئة من ردهم مع الامتناع عن حمله. من المهم أيضًا تفادي الضرب بقوة أو رفع إضاءة الغرفة حتى لا يستعيد الطفل نشاطه.
2. يمكن ترك الطفل يبكي في سريره لبضع دقائق قبل العودة والتهدئة من روعه، وإعادة العملية نفسها مع مراعاة تمديد الوقت بين الاستجابات تدريجيًا.
3. إذا استمر الطفل في البكاء، يمكن التحايل على ذلك بحمله وتهدئته دون مغادرة الغرفة حتى يعود للنوم.
4. يجب تجنب البقاء لفترات طويلة مع الطفل إذا كان يبكي بشكل متقطع لتجنب اعتياده على الرفقة المستمرة أثناء النوم.
5. لا ينصح بإخراج الطفل من سريره أو اللعب معه إلا للضرورة حتى لا يستيقظ تمامًا.
6. يفيد أن تقوم الأم بتظاهر النوم أو التثاؤب أمام طفلها ليبدأ هو الآخر في الشعور بالنعاس.
7. من الضروري أن يشعر الطفل بالمحبة والحنان من الوالدين باستمرار.
8. يجب أن تبقى الأم مسترخية عند التعامل مع بكاء طفلها ليكون تأثيرها أكثر هدوءًا بما أن الأطفال يتأثرون بسرعة بالتوتر المحيط بهم.
9. مهم أن تثق الأم في قدرتها على التأثير الإيجابي والقوي في دعم نمو طفلها ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة.