متى وكيف يعرف الطفل امه؟

متى يعرف الطفل امه؟

في الواقع، يبدأ طفلك بالتعرف عليكِ منذ لحظاته الأولى وهو لا يزال في الرحم. هذا بسبب أن تطور الأذن الداخلية للجنين يكتمل بحلول الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، مما يُمكنه من سماع صوتك بوضوح.

عند الولادة، يجد الطفل الراحة في وجود أمه أكثر من أي شخص آخر. هذا لأن الطفل يصبح مألوفًا مع رائحة الأم وصوتها بشكل سريع، ويكون قادرًا على التعرف عليها في خلال أسبوع من خلال الاعتماد على حواسه المتعددة كالشم، السمع، والبصر. لكن، يستطيع الطفل التعرف على وجه أمه بوضوح عندما يصل إلى عمر الثلاثة أشهر.

من عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر، يبدأ الطفل في التعرف على وجوه والديه بوضوح أكبر، وتستمر حاسة البصر لديه في التطور والتحسن مع كل شهر يمر. إذا لاحظتِ أن طفلك لا يستطيع التعرف على الأشخاص أو الأماكن في عمر الأربعة أشهر، من المهم مناقشة هذا الموضوع مع طبيب الأطفال للحصول على المشورة والدعم.

كيف يتعرف الطفل على أمه؟

يمكن للأطفال التعرف على أمهاتهم بطرق مختلفة، وها هي بعض الطرق:

الصوت: من الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، يستطيع الجنين سماع صوت أمه ويتمكن من التفريق بينه وبين الأصوات الأخرى. يسمع أيضًا دقات قلبها والضوضاء من حولها.

الرائحة: منذ الأيام الأولى للطفل، يبدأ بالتعرف على رائحة أمه ويفرقها عن غيرها. الرضاعة الطبيعية تعزز هذا التمييز بشكل كبير، حيث يستطيع الطفل من اليوم الثالث تمييز رائحة حليب الثدي عن أي حليب آخر. أظهرت دراسة أن الرضع يهدأون عندما تكون ملابس أمهم بالقرب منهم بعكس عندما تكون ملابس لأمرأة أخرى.

الملامح: في البداية، قد يرى الطفل الأشياء من حوله بشكل غير واضح ويستطيع تمييز الوجوه من مسافة قصيرة جدًا. تتطور قدرته على الرؤية مع الزمن وبحلول الشهر السادس، يستطيع تمييز وجه أمه بوضوح.

الحنان: يشعر الطفل بالحنان والأمان عند حضن أمه والاستماع إلى دقات قلبها. هذا الشعور لا يأتي فقط من الرائحة وإنما من العلاقة العاطفية القوية التي تربطه بأمه، حتى لو تم تغذيته بالحليب الصناعي، يستطيع التعرف على حضن أمه ويشعر بالاطمئنان فيه.

كيف يعبر الرضيع عن حبه لأمه؟

تنشأ رابطة قوية بين الأم وطفلها منذ اللحظات الأولى بعد الولادة. تلك اللحظات التي يبكي فيها الطفل وتستجيب له الأم بلطف وسرعة تؤسس لعلاقة محبة وثقة متبادلة، وهي زاوية حجر في تنمية صحته العاطفية وقدرته على الحب.

العناية والاهتمام بالطفل هي اللغة الأساسية التي من خلالها يشعر الطفل بالحب، كما يقول موقع “بيبي سنتر”. باستجابتنا لحاجات الطفل منذ الولادة، نزرع في قلبه بذور الأمان والثقة بأن العالم مكان آمن، مما يساعد على تطوره العاطفي الصحي.

منذ بداية حياته، يظهر الطفل مشاعر الحب، خصوصًا في تلك اللحظات التي يجد فيها الراحة في أحضان أمه. بالشهر الثاني، يعبر الطفل عن سعادته برؤية والديه ويمتلئ بالبسمة عند التحدث معه، وتتطور هذه المشاعر ليبتسم بحثًا عن الانتباه والمحبة.

تلك الابتسامات البسيطة تعدها الأسرة كأولى علامات الحب الحقيقي. كما يعبر الطفل عن محبته من خلال النظرات المليئة بالعاطفة والتفاعل مع الأصوات العائلية، محاولًا الرد عليها والبحث عن مصدرها بعيونه.

بالنمو، يبدأ الطفل في التعبير عن الرغبة في وجود من يحب بجانبه، خصوصًا عندما يزداد وعيه بأن بعض الأشخاص هم أقرب إليه من غيرهم. بعمر ستة أشهر، يمكن للطفل التعرف على وجوه الأحباء، مثل الجدين والإخوة والوالدين، ويظهر تفضيله الواضح لهم، وقد يبدأ في الشعور بالقلق عند الابتعاد عنهم.

قبل أن يكمل العام الأول، يتشارك الطفل بعض الاهتمامات مع والدته، مثل الميل لمراقبة الأشياء التي تفعلها ومحاولة تقليدها، معبرًا عن حاجته للحماية والأمان بالاحتماء بصدرها.

كل هذه التصرفات تظهر عمق العلاقة المتنامية بين الطفل وأسرته، مشيرة إلى الأسس العاطفية القوية التي تبنى منذ اللحظات الأولى من الحياة.

متى يمكن للطفل التعرف على وجوه والديه؟

تُظهر الدراسات أن الرضع يميلون لتفضيل وجوه أمهاتهم بعد ساعات قليلة من الولادة. بسبب الرؤية الغير واضحة عند الولادة، الوجوه التي يكونون قريبين منها تُصبح مألوفة لهم، ومع بلوغهم ثلاثة أشهر، يمكنهم التفريق بين وجه الأم والأشخاص الآخرين، ما يُعزز الارتباط بها.

إحدى الدراسات من جامعة شيفيلد بإنجلترا وجدت أن الأطفال في عمر الستة أشهر يُظهرون قدرة أفضل في التعرف على الوجوه الفردية من بين مجموعة من البالغين.

### كيف يتعامل الرضيع مع عالمه؟

– **البصر**: الأطفال يرون الأشياء بوضوح أكبر إذا كانت على بُعد مناسب، حيث يجب أن تكون الأشياء على بُعد حوالي 20 إلى 30 سنتيمتر ليشاهدها جيدًا. يُفضل الرضع الإضاءة الخافتة ويجدون الوجوه المتحركة ذات جاذبية خاصة.

– **الشم**: يتعرف الأطفال على رائحة أمهاتهم بدءًا من اليوم الخامس بعد الولادة ويستطيعون التمييز بين الروائح المختلفة سريعًا.

– **اللمس**: يُحب الرضع اللمس ويستجيبون جيدًا للهدهدة والملامسة، فهم يجدون الراحة في حضن الأم ويستمتعون باللعب بالماء واستكشاف الملمس المختلفة للأشياء.

– **السمع**: يسمع الرضع منذ وجودهم في رحم الأم، ويُفضلون سماع صوتها أكثر من أي صوت آخر. يستطيعون التعرف على الأصوات والموسيقى التي سمعوها أثناء وجودهم بالرحم، وهذا يساعدهم على الاسترخاء.

– **الذوق**: يمتلك الرضع حاسة ذوق قوية يستطيعون بها التفريق بين النكهات المختلفة مثل الحلو والمر والمالح، وهذا يؤثر على استجابتهم لأنواع معينة من الطعام.

يتفاعل الأطفال مع عالمهم من خلال حواسهم المختلفة التي تُشكل جسرًا لهم مع محيطهم، وتُساعدهم على النمو بشكل صحي ومتكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 تفسير الاحلام. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency