موضوع عن فلسطين
شهدت فلسطين نمواً متزايداً في عدد سكانها منذ الخمسينيات حتى اليوم. في البداية، كان العدد قرابة 931 ألف نسمة في عام 1950، مع كثافة تبلغ حوالي 150 شخصًا لكل كيلومتر مربع. خلال العشرين سنة التالية، زاد العدد بشكل طفيف ليصل إلى أكثر من 1.1 مليون نسمة رغم انخفاض معدل النمو بشكل بسيط. لكن المعدل بدأ يرتفع بشكل واضح بعدها، فبحلول العام 1990، تضاعف العدد تقريبًا إلى أكثر من 2 مليون. استمر هذا التوجه فارتفع عدد السكان إلى أكثر من 4 ملايين بحلول العام 2010، وتجاوز الـ5 ملايين في عام 2018. تقدر التوقعات أن يصل السكان إلى أكثر من 6.7 مليون بحلول العام 2030.
يجب الإشارة هنا إلى وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، يقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون في مخيمات اللجوء داخل المنطقة و4 ملايين آخرين يعيشون في دول مجاورة خارج هذه المخيمات. هذه الديناميكية السكانية تشهد على تطورات وتغيرات مستمرة في الهيكل الديمغرافي للسكان في فلسطين.
الموقع الجغرافيّ لدولة فلسطين
تتمتع فلسطين بموقع جغرافي متميز يجعلها جسرًا يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، كما يمتد على سواحلها الشرقية مياه البحر الأبيض المتوسط، مما يضفي على المكان أهمية استراتيجية. تقع في الركن الجنوبي الغربي لقارة آسيا وتمتد من الشمال إلى الجنوب مسافة تقديرية تصل إلى 27 ألف كيلومتر مربع، تشمل هذه المنطقة مدن هامة وبحيرات معروفة مثل طبريا والحولة، بالإضافة إلى جزء من البحر الميت. تشغل الضفة الغربية مساحة تقدر بحوالي 5842 كيلومتر مربع، تتضمن بعض مناطق البحر الميت، في حين أن قطاع غزة يغطي مساحة قدرها 365 كيلومتر مربع.
إن موقع فلسطين الجغرافي يساهم في تنوع مناخها، حيث تسود أجواء المناخ المتوسطي، بمعنى أن الصيف يكون حارًا والشتاء ماطرًا، مع العلم أن الشتاء يبدأ من شهر اكتوبر ويستمر حتى أبريل.
المظاهر الطبيعيّة في دولة فلسطين
في فلسطين يأخذ التنوع في الجغرافيا شكلاً ملحوظاً يؤثر بدوره على الطقس وأنواع النباتات والحيوانات. تتكون أرض فلسطين من أربع مناطق رئيسية تتميز كل منها بخصائص فريدة:
أولاً، السهول الساحلية التي تمتد جنباً إلى جنب مع البحر الأبيض المتوسط، مثل سهل عكا الذي يمتاز بطول يصل إلى 32 كيلومتراً وعرض يتراوح بين 8 إلى 14 كيلومتراً. هذه السهول موطن لمجموعة من القرى ومزارع الفواكه، خاصةً برتقال وأيضاً للمزارع التي تروى بطرق متعددة وحقول الحبوب.
ثانياً، المرتفعات الجبلية، وتشمل جبال الجليل العالي بارتفاعات تصل إلى 1200 متر فوق سطح البحر، معظمها مكسو بالحجر الجيري وبها كثافة سكانية عالية. وجبال الجليل الأدنى التي تضم قمة جبل طابور بارتفاع 588 متر، وتحتوي على العديد من القرى الصغيرة، بما في ذلك القرى بمنطقة الناصرة.
ثالثاً، وادي الأردن والأغوار، هذا الوادي يقع في شمال فلسطين ويتميز بتضاريسه المتنوعة وعرضه المتفاوت وارتفاعه الذي ينخفض إلى 400 متر تحت مستوى البحر، مما يجعله موطناً للزراعة المروية والواحات الخاصة مثل تلك الموجودة في أريحا والبحر الميت.
أخيراً، منطقة النقب التي تأخذ شكل مثلث ممتد من بئر السبع حتى ميناء إيلات على البحر الأحمر. هذه المنطقة، ذات الطبيعة الصحراوية، تتلقى حدودها من غرباً شبه جزيرة سيناء ومن الشرق سلسلة الوادي المتصدع الكبير.
كل هذه المناطق تضفي على فلسطين تنوعاً جغرافياً وبيئياً يجعل منها موقعاً فريداً بتنوعها الطبيعي.
الأحداث التاريخيّة البارزة في دولة فلسطين
على مدار تاريخها العريق، شهدت أرض فلسطين سلسلة من الأحداث الهامة التي لعبت دوراً كبيراً في تشكيل حاضرها وملامح مستقبلها. من النقاط البارزة في تاريخها اكتشاف أدلة تشير إلى الحياة في العصر الحجري القديم، تقدر بنحو 500,000 إلى 14,000 عام قبل الميلاد. كذلك، لفتت الحضارة النطوفية الأنظار إليها بما خلفته من آثار في العصر الحجري المتوسط، وهي تشير إلى بدايات الاستيطان والحياة المستقرة، خصوصاً في مدينة أريحا، إحدى أقدم مدن العالم.
في فترات لاحقة، شهدت فلسطين ظهور إمبراطوريات قديمة وحركات هجرة مهمة مثل هجرة الكنعانيين من جزيرة العرب، فضلاً عن تاريخ طويل من السيطرة والحكم بدءاً من الهكسوس ومروراً بالعديد من الإمبراطوريات كالآشوريين والبابليين. استمر هذا التوالي في الحكم حتى جاء الرومان ثم الفتح الإسلامي للبلاد. كما شهدت الأرض معارك حاسمة، من بينها تلك التي خاضها صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس، والتي كانت تحت سيطرة الصليبيين.
عند دخول العهد العثماني، استمر حكم الأتراك لفلسطين إلى أن جاءت اتفاقية سايكس بيكو لترسم مستقبل المنطقة بتقسيمات جديدة، مؤذنة ببدء عهد جديد مليء بالتحديات. ومن اللحظات الفارقة في القرن العشرين، هجرات يهودية كبيرة استهدفت الأرض الفلسطينية، توجت بإعلان إقامة الدولة الصهيونية عام 1948، ما يعد نقطة تحول محورية في تاريخ هذه البقعة من العالم.
