هل نقص فيتامين b12 يسبب الوسواس؟
من الحالات الشاذة ولكنها موجودة أن يؤدي نقص فيتامين ب12 على المدى الطويل إلى مشكلات ذهنية مثل الإصابة بالوسواس القهري وأشكال من الذهان، وهذا يظهر بوضوح خاصة في الأشخاص المسنين.
مستويات فيتامين ب12 لها تأثير بالغ الأهمية على صحة العقل وقدرته على التفكير. الأبحاث التي أجريت على أشخاص يعانون من نقص في هذا الفيتامين كشفت أن 30٪ من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من الاكتئاب نتيجة لذلك. فيتامين ب12 ضروري لعملية الأيض في الجسم وهو يعزز إنتاج السيروتونين بجانب دوره في تعديل المواد الكيميائية في الدماغ مثل النواقل العصبية أحادية الأمين والكاتيكولامينات. وقد تبين أيضًا أن ارتفاع مستوى الهوموسيستين في الدم مع نقص فيتامين ب12 يرتبطان بضعف الوظيفة الادراكية وتراجع المهارات العقلية وحتى الإصابة بالخرف.
تناولت العديد من الدراسات الجديدة الدور الذي يلعبه فيتامين ب12 في تنظيم المزاج. في دراسة عام 2014 حول العلاقة بين فيتامين ب12 وحمض الفوليك واضطراب الوسواس القهري، لاحظ الباحثون أنه رغم وجود العديد من البحوث التي تربط بين نقص هذا الفيتامين والاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب، فإن تقليل هذه المستويات قد يؤدي فعليًا إلى تحسين بعض اضطرابات القلق.
كيف يشخص نقص فيتامين B12
-
- عندما يعاني الشخص من فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات، خاصة فيتامين ب12 وحمض الفوليك، نجد أن خلايا الدم الحمراء تكون غير ناضجة وأكبر من الحجم الطبيعي. في الحالات الشديدة من النقص، يمكن أن ينخفض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، وتظهر بشكل غير طبيعي تحت المجهر.
-
- للكشف عن نقص فيتامين ب12 أو فيتامين ج، يقوم الأطباء بقياس مستويات هذه الفيتامينات في الدم. هذا النقص يؤدي أيضاً إلى ظهور أعراض وعلامات مميزة تدل على نقص فيتامين ب12.
-
- أحد طرق التشخيص هو اختبار الأجسام المضادة، حيث يأخذ الطبيب عينة دم للتحقق من وجود أجسام مضادة ضد العامل الداخلي، ووجودها يشير إلى فقر الدم ونقص فيتامين ب12.
-
- يمكن أيضاً اللجوء لاختبار حمض الميثيل مالونيك حيث يُقاس مستوى هذه المادة في الدم. عند الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ب12، يكون مستوى حمض الميثيل مالونيك مرتفع.
أبرز أعراض نقص فيتامين ب12
– ضعف الذاكرة
كثير من الناس يمتلكون قدرات ذاكرة جيدة وممتدة. لكن، قد يواجه البعض لحظات من النسيان البسيط كنسيان أماكن وضع المفاتيح أو النظارات. إذا أصبح هذا النسيان متكرراً ويومياً، فمن الممكن أن يكون ذلك دليلاً على انخفاض مستوى فيتامين ب ١٢ في الجسم. يعد نقص هذا الفيتامين سبباً قد يؤدي إلى حالات شبيهة بأولى مراحل الزهايمر، لذا فإن الفحص المنتظم لمستويات الفيتامينات، خاصة إذا كانت هناك حالات مشابهة في التاريخ العائلي، ضروري جداً.
– الاكتئاب
إذا شعرت مؤخراً بحالة من الضعف والإحباط دون سبب واضح، قد يكون نقص فيتامين ب ١٢ مرتبطاً بذلك. يعتقد أن هذا الفيتامين له دور حيوي في عمليات معينة داخل الجسم تؤثر على وظائف الأعصاب وإنتاج هرمون الدوبامين، المعروف بأنه هرمون السعادة. وجدت دراسات أن مستويات هذا الفيتامين تكون منخفضة لدى من يعانون من الاكتئاب، وفي بعض الحالات، يُنصح بتناول مكملات فيتامين ب ١٢.
– تشوش البصر
إذا كنت تعاني من ضبابية أو تداخل في الرؤية دون أسباب واضحة تعود لمشاكل بالعين، يمكن أن يكون السبب هو نقص فيتامين ب ١٢. هذا الفيتامين ضروري لصحة وظائف الأعصاب، بما في ذلك العصب البصري الذي يحمل الإشارات من العين إلى الدماغ. تبين في دراسات أن تحسن الرؤية قد يحدث بعد تناول مكملات فيتامين ب ١٢، مما يؤكد على أهميته لصحة العيون.
ماذا يسبب نقص فيتامين ب12
في بعض الحالات، يهاجم جهاز المناعة خلايا المعدة المسؤولة عن إنتاج مادة مهمة لاستيعاب فيتامين ب12، مما يحد من قدرة الجسم على الاستفادة من هذا الفيتامين.
عدم الحصول على كمية كافية من فيتامين ب12 من الطعام يؤدي إلى نقصه. أنظمة الغذاء التي تضم اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان غالباً ما توفر هذه الكمية، بينما الأشخاص الذين لا يتناولون هذه المنتجات بانتظام قد يواجهون نقصاً فيه.
أمراض المعدة أو العمليات الجراحية التي تؤثر على المعدة قد تعيق امتصاص فيتامين ب12. مثال على ذلك هي الجراحات التي تتضمن إزالة جزء من المعدة، مما يزيد من خطر نقص هذا الفيتامين.
وأيضاً، هناك أمراض تؤثر على الأمعاء قد تقلل من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين ب12. مثل مرض كرون، الذي يتسبب في التهاب بطانة الجهاز الهضمي، معيقاً الاستفادة الكافية من الفيتامين.
هل نقص فيتامين B12 يسبب صداع
فيتامين ب 12 ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية، ويساعد في الحفاظ على عمل الجهاز العصبي بشكل سليم ويساهم في استخلاص الطاقة من الغذاء. عندما يحدث نقص في هذا الفيتامين، قد يتعرض الشخص لفقر الدم، وهي حالة تنخفض فيها كمية خلايا الدم الحمراء أو مستوى الهيموجلوبين داخل هذه الخلايا عن المستوى الطبيعي.
هذا النقص يمكن أن يؤدي كذلك إلى تكوين الجسم لخلايا دم حمراء غير طبيعية في الحجم والتي لا تؤدي وظائفها كما يجب. الأعراض التي تنتج عن نقص فيتامين ب 12 قد تظهر تدريجياً وقد تزداد سوءاً إذا لم يتم التعامل مع النقص بشكل مناسب. ومن بين الأعراض الأكثر انتشاراً لهذا النقص هو الشعور بالصداع.
علاج نقص فيتامين B12
تتميز مشكلة نقص فيتامين ب 12 بأنها قابلة للعلاج بطرق بسيطة وفعالة، حيث يعتبر تناول الحقن أو الأقراص طريقة شائعة لتعويض النقص في هذا الفيتامين الضروري. في بداية العلاج، غالباً ما يلجأ الأطباء إلى استخدام الحقن لضمان سرعة التأثير. وبناءً على مصدر النقص، يمكن للأطباء تحديد إذا كانت الحاجة تقتصر على تناول أقراص فيتامين ب 12 بجانب الوجبات أو الاستمرار في الحصول على الحقن بانتظام. في حالات معينة، قد يستمر هذا النهج طوال الحياة.
كما أن إجراء تعديلات على النظام الغذائي يمكن أن يكون له دور هام في مواجهة هذا النقص ومنع حدوثه مرة أخرى. يتوفر فيتامين ب 12 بوفرة في مصادر غذائية متنوعة، مثل اللحوم، الأسماك، البيض، منتجات الألبان، وخلاصة الخميرة بما فيها منتجات مثل مارميت. لذا، قد يكون من المفيد إجراء فحص طبي دقيق للكشف عن مستويات هذا الفيتامين في الجسم، وتقييم مدى النقص سواء كان خفيفًا أو شديدًا، مما يساعد في تحديد النهج العلاجي الأمثل، سواء عبر الدواء أو التغييرات الغذائية.
