تجربتي مع الليزر وانا حامل
من المعروف أن الحمل يجلب معه تغيرات جسدية وهرمونية كثيرة، وقد تؤثر هذه التغيرات على الجلد بشكل خاص، مما يدفع الكثير من النساء للبحث عن حلول تجميلية للتعامل مع هذه التغيرات. الليزر، كواحد من هذه الحلول، يُعد تقنية شائعة يتم استخدامها لعلاج مجموعة متنوعة من مشكلات الجلد، مثل البقع الداكنة، والشعر الزائد، وعلامات التمدد، وغيرها. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالحمل، فإن الحذر يصبح ضرورة قصوى.
قبل اتخاذ أي قرار بشأن إجراء الليزر أثناء الحمل، كان من الضروري بالنسبة لي القيام ببحث معمق واستشارة الأطباء المختصين. يجمع الخبراء على أهمية تجنب بعض أنواع العلاج بالليزر خلال الحمل، خاصة تلك التي تتطلب تخديرًا موضعيًا أو تلك التي قد تسبب الإجهاد أو الألم الشديد، مما قد يؤثر سلبًا على الحمل. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتجنب الإجراءات التي تستهدف مناطق الجسم القريبة من الرحم لتجنب أي تأثيرات حرارية قد تؤثر على الجنين.
في تجربتي، بعد استشارة الأطباء والتأكد من سلامة الإجراء، قررت المضي قدمًا في علاج ليزري محدود لمنطقة الوجه لعلاج البقع الداكنة التي ظهرت خلال الحمل، وهو ما يُعرف بـ “قناع الحمل”. كانت العناية بالتفاصيل والحذر شديدين خلال العلاج، حيث تم استخدام إعدادات ليزر منخفضة الطاقة لتقليل أي مخاطر محتملة. كما تم تجنب استخدام أي مواد تخديرية موضعية للحد من تعرض الجنين لأي مواد كيميائية غير ضرورية.
من الضروري التأكيد على أهمية الاستشارة الطبية قبل اتخاذ أي قرار بشأن العلاج بالليزر أو أي إجراءات تجميلية أخرى أثناء الحمل. كل حالة فريدة، وما قد يكون آمنًا لشخص ما قد لا يكون كذلك لآخر. في حالتي، كان الانتظار حتى ما بعد الولادة لإجراء العلاجات الأكثر شمولاً والتي تتطلب تدخلًا أكبر هو القرار الأكثر حكمة.
الليزر للحامل
يعمل جهاز الليزر المستخدم في إزالة الشعر على التأثير فقط على الشعر الظاهر دون التغلغل إلى طبقات الجلد الأعمق، وبالتالي لا يؤثر على الأعضاء الداخلية كالرحم أو المبايض. برغم ذلك، تُنصح النساء الحوامل بتجنب إزالة الشعر بالليزر أثناء فترة الحمل.
يرجع ذلك إلى عدة عوامل مثل احتمالية التعرض للحروق، إذ قد يشكل تدبير الألم أو الحروق تحديا في هذه الفترة لأن معظم الأدوية قد تؤثر سلباً على الجنين. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر نسب الهرمونات بشكل كبير خلال الحمل، ما يؤدي إلى أن تصبح نتائج إزالة الشعر بالليزر دون المستوى المطلوب، حيث أن استقرار الهرمونات يلعب دوراً مهماً في فعالية هذه العملية.
من الأفضل أن تتجنب النساء استعمال الليزر خلال هذه المرحلة، وتحديداً بعد الشهر الثالث، لأن الألم المرافق للجلسات قد يثير تقلصات في الرحم، مما قد يؤثر على الجنين. من الأجدى الانتظار حتى ما بعد الولادة وعند استقرار الهرمونات للخوض في تجربة إزالة الشعر بالليزر بأمان وفعالية.
هل يؤثر الليزر على الحمل في الشهر الأول؟
خلال فترة الحمل، تختبر النساء تغيرات هرمونية ملحوظة تؤدي إلى زيادة في نمو الشعر على أجزاء مختلفة من الجسم مثل البطن، الوجه، المناطق الحساسة، والثديين. لإزالة هذا الشعر، تلجأ كثير من النساء إلى طرق متعددة ومنها الليزر، إلا أن هناك تساؤلات حول سلامة استخدام الليزر أثناء الحمل وتأثيره على الجنين.
في إحدى الدراسات، بُحثت آثار الليزر على الفئران الحوامل وأظهرت نتائج سلبية. الدراسة المذكورة تم نشرها في مجلة “Lasers In Gynecology” وعلى الرغم من حصول تقنيات إزالة الشعر بالليزر على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامها خلال الحمل، ما زالت الدراسات المتعلقة بأمان هذه التقنية على النساء الحوامل نادرة. لذلك، ينصح الأطباء بتأجيل عمليات إزالة الشعر بالليزر للمرأة الحامل حتى بعد الولادة لتفادي أي مخاطر محتملة قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين.
أضرار ازالة الشعر بالليزر للحامل
على الرغم من أن الليزر في علاجات التجميل لا يخترق أعماق الجلد ولا يتسبب في المساس بأعضاء داخلية مثل المبايض أو الرحم، إلا أن الأطباء يوصون الحوامل بتجنبه لعدة مخاطر قد تنجم عنه:
1. قد تتعرض الحامل لحروق سطحية تحتاج إلى معالجة بأدوية ومسكنات، وهي عادة ما تكون محظورة خلال الحمل لتجنب التأثير السلبي على الجنين.
2. الحمل يغير مستويات الهرمونات في الجسم مما يؤدي لزيادة نمو الشعر، وبالتالي قد لا تكون النتائج المتوقعة من جلسات الليزر لإزالة الشعر مرضية بسبب النمو المتجدد للشعيرات.
3. يمكن أن يسبب استخدام الليزر تهيج الجلد، مثل الحكة، الاحمرار، والتورم في المناطق التي تم معالجتها.
4. من الممكن أن يؤدي إلى زيادة أو نقصان في تصبغ الجلد، مما يسبب تباينًا في لون البشرة.
5. قد تظهر البثور في الجلد كرد فعل لجلسات الليزر.
6. هناك فرصة ضئيلة لإحداث تقرحات أو ندوب، أو تغييرات في بصيلات الشعر.
7. الألم الناتج عن إزالة الشعر بالليزر قد يٌحفز الرحم على الانقباض، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الجنين، وفي حالات نادرة، قد يسبب فقدان الحمل.
لذلك يُنصح بالتريث وتجنب استخدام الليزر خلال فترة الحمل لضمان سلامة الأم والجنين.
ليزر البكيني للحامل
يُنصح بتأجيل جلسات إزالة الشعر بالليزر إلى ما بعد فترة الحمل، ويُعتبر استشارة الطبيب أمراً ضروريًا للحوامل اللواتي بدأن بالفعل في هذه العمليات لتقرير ما إذا كان من الآمن مواصلتها أو الانتظار حتى الولادة. كذلك، من المهم مناقشة خيارات أخرى لإزالة الشعر مثل الحلاقة، استعمال الشمع، أو التحليل الكهربائي، حيث يمكن أن تكون هذه البدائل أكثر أمانًا خلال فترة الحمل.
تأثير ليزر الوجه على الحامل
في علاج إزالة الشعر بالليزر، لا يمكن لأشعة الليزر أن تتخطى الطبقات الخارجية للجلد أو أن تصل إلى جذور الشعر. خلال هذه العملية، يستخدم اختصاصيو التجميل مخدراً موضعياً لتخفيف الألم، وقد يلجأ بعضهم لاستعماله بشكل مفرط. الإفراط في استخدام المخدرات الموضعية قد يشكل خطراً على الجنين إذا كانت المرأة حامل، إذ يمكن أن يتسبب في حدوث تشوهات خلقية. من الضروري استشارة الطبيب قبل الخضوع لهذه العملية لضمان السلامة، خصوصاً عند إزالة شعر الوجه.
هل طرق إزالة الشعر الأخرى آمنة أثناء الحمل
الإزالة الكهربائية للشعر قد لا تكون مناسبة للحوامل لعدم ثبوت الدراسات على سلامة استخدامها في هذه الفترة، كما أنها قد تكون مؤلمة وتؤثر على البيئة المحيطة بالجنين نظرًا لتوصيلها للكهرباء. لذلك، يُنصح بتجنبها خلال الحمل. استخدام الشمع لإزالة الشعر قد يؤدي إلى الكدمات خاصة لأصحاب البشرة الحساسة، ولكنه يظل من الخيارات الآمنة والمفضلة خلال فترة الحمل مقارنة بالليزر. تحتوي كريمات إزالة الشعر على مواد كيميائية قد تكون ضارة وتسبب تهيج في المخاطيات الأنفية للحوامل، مع عدم وضوح الأدلة الكاملة على سلامتها أو أضرارها خلال الحمل.
أما الحلاقة فهي تُعتبر الوسيلة المفضلة والآمنة لإزالة الشعر خلال الحمل، لكن ينبغي الحرص أثناء استخدامها لتجنب الجروح الجلدية، ويمكن الاستعانة بالشريك في الوصول إلى المناطق الصعبة.